دماغك
عبر التاريخ
بالرغم
من وجود الانسان منذ ملايين السنين على كوكب الأرض كما تشير بعض الأبحاث والحفريات
في ذلك لأول ظهور للجنس البشري على سطح الأرض من خلال دراسة أقدم هيكل عظمي وجد،
وأيضا حول تطور الأعمال التي يقوم بها البشر والتي تدل في مجملها على التطور التدريجي
لعقولنا إلا أنها في مجملها لا تعطينا معرفة دقيقة حول أدمغتنا، بل معرفة محدودة
جدّا، وتعود في أغلبها إلى فترة زمنية قريبة وبالتحديد إلى بداية السبعينيات أو
الستينات من القرن الماضي، حيث أن البشر منذ 2500 عام لم يكونوا يعرفون شيئا عن الدماغ
وعملياته الداخلية، ففي العصر الاغريقي القديم مثلا، لم يكن العقل يُعدُ جزءا من
الجسم البشري، بل كان الاعتقاد السائد في ذلك العصر أن العقل ما هو إلا بخار أو على
شكل غاز أو ربما روح منفصلة تماما عن
الجسد وواصل من بعدهم الاغريق بنفس التصور عن العقل حتى أن أعظم فلاسفتهم ومن بينهم
أرسطو حيث يعتبر مؤسس العلم الحديث كان يعتبر أن " مركز الإحساس والذاكرة هو القلب
". تواصل هذا الغموض والمعرفة
الشحيحة عن الدماغ البشري بصفة عامّة حتى أواخر القرن الرابع عشر (عصر النهضة) وهي
الفترة التي شهدت صحوة فكرية وتقدم ملحوظ في العلوم والمعرفة وقد أدرك خلالها
الانسان الكثير من المعلومات الجديدة وصحح الكثير من المعلومات الخاطئة، وتم
التأكيد على أن مركز التفكير والوعي بما هي نتيجة حاصلة لتفاعلات داخل الرأس، وبالرغم
من عدم وجود تفسيرات دقيقة عن عمل الدماغ البشري وارتباطاته ومكوناته إلا أنها
تعتبر نقلة معرفية أو قفزة معرفية هامة في حياتنا كبشر. وتعود مجمل الاكتشافات
الحاصلة عن الدماغ والتي ربما تمثل أكثر من 90 بالمائة من الاكتشافات عن عمل
الدماغ للسنوات الأخيرة، بعدما تحولت العديد من الأنظار نحو هذه الآلة العجيبة
التي نمتلكها ولا نعرف عنها إلا القليل، فأغلب علماء الطب والنفس استنتجوا الكثير
من المعلومات من خلال تجاربهم عن الدماغ في العشر سنوات الأخيرة.
لا يزال
أمامنا الكثير لنعرفه عن أدمغتنا ولعل التحدي الأكبر هو أن ما وصلنا إليه من
انجازات وتقدم تكنولوجي ومعرفي ضخم هو فقط نتاج لما يقرب استخدامنا لـ 7 بالمائة
من قدراتنا الذهنية فكيف سيكون حالنا لو استطعنا أن نستخدم ليس كل قدراتنا الذهنية
وإنما 50 بالمــــائة منها فقط.
|
فكما لا يزال هنالك الكثير أمام العلماء
ليكتشفوه ويعرفوه عن العقل أيضا لا يزال هنالك الكثير من المسائل والغموض أمام
العقل ليجيب عنها في هذا العالم الرحب الفسيح، ومن أكثرها الحاحا هي الأمراض التي
لا تزال تفتك بالإنسان. ولاشكّ في أن العقل البشري معجزة في حدّ ذاته، فإذا تم
استغلال طاقاته بالشكل الصحيح حتما سندهش لحجم الانجازات التي سيتوصل إليها البشر
في المستقبل.
للمخّ وظائف عديدة فهو الذي يجعلك ترى وتميز
الألوان ويجعلك تسمع وتفرق بين الأصوات والذبذبات المختلفة و يجعلك تشم وتفرق بين
مختلف الروائح والعطور وغيرها مما نعرفه ظاهرا وباطنا وأيضا ما لا نعرفه والمخ هو
المتحكم بكامل أجزاء الجسم فيمكن للقلب أن يتوقف ولا يموت الانسان لكن إذا توقف
المخ فإنها النهاية، وبالإمكان أن تكون له وظائف لا نزال نجهلها لحدّ هذه
اللحظة...
رغم أن العلماء توصلوا لكيفية عمل الدماغ إلا
أنهم مازالوا يبحثون في السبب الكامن وراء اختلاف البشر في الذكاء والإبداع
والمعارف والمهارات الحياتية... فنجد بعض الناس يتميزون بذكاء خارق وآخرين لديهم
ذكاء متوسط وأقلية عندها تخلف ذهني ويجدون صعوبة في التعلم والقراءة والاندماج
داخل المجتمع. فكلها نتائج يمكن أن يكون الدماغ هو المسؤول عنها؟ ربما يكون الجواب
في المستقبل وبذلك لن نجد أشخاصا يعانون من التخلف الذهني وما شابه ذلك.
أشهر العباقرة على مر العصور هو اينشتاين، كانت
وصيته حين توفي سنة 1955 عن عمر يناهز السادسة والسبعين أن يُحتفظ بدماغه إلى أن
يتقدم العلم لكي يتم تشريحه والاستفادة منه قدر الإمكان، وبعدما يقرب من خمسين عام
من البحث والدراسة والتقدم العلمي كانت عالمة المخ والأعصاب الروسية ساندرا وتلسون
على رأس القائمين بالتشريح وتوصلت إلى أن مخ أينشتاين فريد من نوعه في منطقة الفص
الجداري حيث تتخصص هذه المنطقة بالتفكير الرياضي، فليست هذه المنطقة مختلفة من حيث
الشكل فقط بل أكبر في الحجم وربما تكون هي السبب في ما كان عليه اينشتاين من ذكاء خارق
كما توصلت العالمة لحقيقة أخرى وهي أن مخ أينشتاين كان يزن 12 بالمائة أقل من
أمخاخ بقية الرجال البالغين الذين تمت دراستهم وهي حقيقة صادمة لأن أغلب الناس
كانت تظن العكس أي أن مخ
|
أينشتاين كنّا نتصوره أكبر من بقية الأدمغة
وكنا نتصور أن أكثر الناس ذكاء هم أكبرهم للدماغ حجما حتى جاء الرد من عند العالمة
الروسية التي تناولت بالبحث مخ أشهر العلماء عبر التاريخ.
ماذا يحتوي المخّ؟
|
نيورون |
هل سبق لك الشعور بأن ذكائك أقل من الآخرين؟ هل تشعر بالتحرج عندما لا تعرف الإجابة عن سؤال
طرحه أستاذك؟ أو ربما تشعر بالخجل وأنت جالس بين أصدقائك ولا تستطيع أن تشاركهم فيما
يقولون لأنك لا تعلم أو لا تمتلك معلومات كثيرة؟ كلنا لدينا هذا الإحساس عندما
نشعر وكأننا لا نعرف أو لا نمتلك الاجابة الصحيحة فينتابنا شيء من الخجل على عكس
من يمتلك الاجابة. من الطبيعي والمنطقي أن الانسان لا يستطيع أن يعرف كل شيء يدور
حوله أو يراه أو يلمسه... لأن الكمال لله وحده، ولكن مهما كانت درجة ذكائك فيمكنك
تحسينها وأن تصبح أكثر ذكاء مما أنت عليه. وذلك من خلال العمل على تحسين قدراتك
العقلية وتحسين مهارات الذكاء لديك.
كن على يقين بأن دماغك يحتاج لتدريب عضلاته حتى يصبح قويا كما يحتاج
أي رياضي لتدريب عضلات جسمه ليكون من أبطال الأولمبياد أو أبطال العالم في المجال
الرياضي، وبالتالي فالمثل القائل بأن العقل السليم في الجسم السليم هو صحيح ألف
بالمائة. المكان
الأول الذي يتلقّى فيه الإنسان كماً هائلاً من المعلومات هي المدرسة ومعظم
التلاميذ يسعون إلى أن يكونوا متفوقين فيها، فكيف تكون من المتفوقين حتى وإن كنت
تمتلك ذكاء متوسط، إليك الطريقة السحرية:
مرن عضلات مخك:
حافظ على صحتك:
تناول طعامك في الوقت المحدد وليس فقط عندما
تشعر بالجوع فالعقل كغيره من أعضاء الجسم لا يستطيع أن يعمل إذا لم تتوفّر لديه
الطاقة اللازمة والضرورية وحاول أن يكون غذائك متوازن ومغذي وليس مجرد أكل لسد رمق
الجوع، أكثر من تناول الخضروات الطازجة والسمك، والفواكه
الجافة مثل الجوز الذي يحتوي على مضادات الأكسدة ومركبات أخرى تحمي صحة الدماغ
وتحفز على انتاج خلايا جديدة... وكما قيل: العقل في الجسم السليم.
البيئة المحفزة:
توفر بيئة إيجابية حول الطفل وتشجيعه من قبل أهله بمدحه وحثّه
على النجاح وعدم وصفه بصفات سيئة تحبط من عزيمته وتقلّل من شأنه، تزيد من قدراته
العقلية وتمده بالطاقة الإيجابية التي تساعده على النجاح والتفوق في دراسته وفي
حياته كما أن الكلام المحفز يزيد من شهية العقل لمزيد العطاء والبذل.
مارس الرياضة:
ممارسة الرياضة لها دورا مهما في تقوية الدماغ
والذاكرة. فالأنشطة البدنية بالإضافة لكونها تقضى على الروتين فهي تنشط وتحفز
الدماغ وتقوي الذاكرة وذلك لأنها تزيد من تدفق الدم ووصوله بطريقة منتظمة للدماغ،
كما يوصي الأطباء أن الانسان البالغ مطالب بممارسة الرياضة وخاصة رياضة المشي كل
يوم لمدة ثلاثين دقيقة وإن أمكن ممارسة السباحة لأنها من أحسن الرياضات التي
يمكنها تحريك جميع عضلات الجسم.
مارس هواياتك:
ممارسة هوايتك
التي تحبذها من شأنها أن تجعلك أكثر ثقة بنفسك وأكثر تحفيزا وتجعلك أكثر مرونة لأن
عقلك لابد له من فترة استراحة ليستطيع استعادة نشاطه ويعمل بكل طاقاته. وهناك
مجموعة من الأنشطة التي تحفز العقل ومن بين هذه الأنشطة نذكر مثلا: حلّ الكلمات
المتقاطعة، العزف على آلة موسيقية، المشاركة في أعمال تطوعية ومنظمات اجتماعية.
خالط الأذكياء:
أحطّ نفسك بمجموعة
من الأذكياء والنشطين، فكلما
خالطت أناس أذكياء زاد ذكاؤك وزاد تحفزك لمزيد من التدريب لتقوية عضلات دماغك.
فكما يقول المثل " من خالط الفحام نال سواده" ونحن نقول من خالط
الأذكياء أصبح مثلهم لأنك ستتعلم منهم الكثير وستتحسن، فعندما يجلس أحدنا مع
الأطباء سيتعرف ويتعلم منهم كيف يحافظ على صحته صحيح هو لن يصبح طبيبا، ولكن أبسط
الأمور سيفقه قليلا من الأمور المتعلقة بصحته...
تعلم أشياء جديدة باستمرار:
داوم على
الدراسة اليومية والقراءة والبحث عن معلومات جديدة ومتنوعة في كافة المجالات دون
استثناء تغني عقلك وذاكرتك وتزيد من درجة ذكائك، لأن الخمول والكسل وقلّة التفكير كلها تؤدي للحصول على ذاكرة ضعيفة
وبالتالي ذكاء ضعيف فكما الجسم يحتاج للغذاء ليتطور فالعقل أيضا يحتاج للتعلم
المستمر ليتطور...
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا إذا أعجبك الموضوع..