مقدمة:
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي يحظى باهتمام عالمي، فهو حديث السواد الأعظم من الناس بعد أن أثبت قدراته الفائقة حين تمت تجربته في العديد من المجالات.
حيث يتوقع الخبراء في عالم التكنولوجيا أن الذكاء
الاصطناعي سيكون له دور كبير في تحسين حياة الانسان إذا ما تم استعماله بطريقة
إيجابية.
فهو يمكنه القيام بعدة أشياء بدقة وسرعة
عالية، ومن السهل جدّا الاستفادة من هذه القدرات لتخفيف العبء عن الموظفين وذلك بضغطة
زر.
![]() |
مدونة تكنولوجيا التعليم |
الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم
في عصر الرقمنة، تغيرت معايير التعليم
والتعلم بصفة عامة. ففي الماضي القريب، كان التلاميذ يرتادون المكتبات للدراسة
وتدوين الملاحظات وقراءة الكتب.
أمّا اليوم، ومع التقدم التكنولوجي فقد حققت
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم تغييرًا جذريًا، مما سهَّل على التلاميذ
الوصول إلى المعرفة والتعلم بسرعة وكفاءة.
حيث
أصبح من السهل على الأطفال الصغار والذين تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عامًا الاعتماد
كليا على الهواتف الذكية والتطبيقات الأخرى للعمل على مشاريعهم التعليمية.
وهذا وإن دل على شيء فإنه يدل على ما يشهد
العالم في الوقت الحاضر من تطور متسارع وتطبيقا متزايدا لأنظمة الذكاء الصناعي (AI) في مختلف المجالات.
ولم يقتصر
استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التصنيع أو الخدمات، بل تجاوز ذلك الى
تحسين وتطوير التعليم كأسلوب وأدوات، حيث يعد التعليم أحد اهم المجالات التي تشهد استخداماً
متزايداً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويتجسد دور الذكاء الاصطناعي في التعليم في
هدفين، الأول في جعل الناس أكثر موائمة كعاملين ومواطنين مسؤولين في عالم تشكله
أنظمة الذكاء الاصطناعي. اما الهدف الثاني فيتركز على توفير الذكاء الاصطناعي
إمكانات كبيرة لتحسين وتطوير عملية التعليم والتدريب بشكل دائم.
فما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence)، هو سلوك وخصائص معينة تتسم
بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية للإنسان.
والتعريف الشائع للذكاء الاصطناعي، يشير إلى
قدرة الحاسوب أو الآلات على محاكاة قدرات العقل البشري والتعلم من الأمثلة
والتجارب والتعرف على الأشياء وتعلم اللغة والاستجابة لها واتخاذ القرارات وحل
المشكلات والجمع بين هذه القدرات وغيرها.
ويفترض بهذه القدرات ان تؤهل الحاسوب او أي جهاز آلي لتأدية وظائف يقوم بها الانسان مثل استقبال نزيل في فندق او قيادة السيارة. وبعبارة أخرى الذكاء الاصطناعي هو مزيج من العديد من التقنيات المختلفة التي تمكن الآلات من الفهم والتصرف والتعلم بذكاء يشبه الإنسان.
الذكاء الاصطناعي والعملية التعليمية
لقد شهدت العملية التعليمية تطورا كبيرا في
الآونة الأخيرة، فمن الكتب المدرسية إلى المحاضرات والتعلم عن بعد، ولا يزال هذا
المجال يتطور باستمرار وبوتيرة متسارعة، هدفه في ذلك هو مساعدة التلاميذ على تحسين
مستواهم التعليمي.
ربما يبدوا تعميم الذكاء الصناعي في التعليم الجامعي
في حاجة لمزيد من الوقت ومزيد من الإمكانات والخبرات، لكن ذلك لا يمنع الاستفادة
من تقنيات الذكاء الصناعي في التعليم والتدريب، وخصوصا من ناحية توفر ميزه عدم
الارتباط بمكان وزمان محددين، وبالتالي يصبح نقل المعرفة والخبرة أكثر سهول
وفعالية والوصول إلى تعليم عالي الجودة دون تكبد نفقات السفر والمعيشة.
فعلى سبيل المثال يمكن توفير كورسات
للمتعلمين في مجالات التعليم المختلفة من أي جامعة في العالم بواسطة المحاضرات عبر
وسائل التعلم عن بعد. وأيضا عبر نقل مباشر لإجراء لقاءات مباشرة يستطيع المتعلمون
متابعتها مباشرة والتعلم من خلال الشرح او الاستفسارات التي يتم طرحها ونقاشها مع
أستاذهم.
وتساهم تقنيات الذكاء الصناعي بالإضافة الى
النقل وتوفير المواد والمناهج التعليمية في الإجابة على الاستفسارات وتقليل وقت
البحث عن الأجوبة وكذلك متابعة الدارسين وتقييمهم وتلبية احتياجاتهم الخاصة.
الذكاء الاصطناعي يلغي الحاجة إلى التدريس
وجهًا لوجه، حيث يمكن للمتعلمين اكتساب المعرفة بشكل مستقل عن الزمان والمكان.
ونتيجة هذا التعلم هي أن يكتسب التلاميذ
المعرفة من المنزل وبالتالي يتم فقدان الاتصالات الشخصية والمدرسية، وهو ما يؤدي
إلى نقص في التواصل الاجتماعي والعزلة وبالتالي غياب الشعور الجماعي والتضامن في
أوساط المجتمع على المدى البعيد.
من المهام الاساسية للمعلمين دعم الطلاب
وتعزيز التنمية الشخصية والثقة بالنفس عندهم، بالإضافة الى نقل الخبرات وتقديم
الارشاد والتوجيه والإحاطة النفسية والسلوكية للمتعلمين، لهذا فان المعلم سواءً
كان في مدرسة او جامعة ليس مجرد ناقل للمعرفة فقط، ولكنه أيضا عنصر اساسي في تطوير
الشخصية وترسيخ القيم الاجتماعية.
إقرأ أيضا: التطور المتواصل للتعليم عن بعد
تتجه العديد من دول العالم بالإضافة الى
الكثير من الشركات العالمية العاملة في مختلف القطاعات الاقتصادية الى الاستثمار
بكثافة في مجال الذكاء الصناعي وتطوير تقنياته، خصوصا بعد ان ثبتت فعالية تطبيقات
الذكاء الصناعي خلال جائحة كورونا والتي عززت أيضا القناعة بالحاجة الى المزيد من
تطوير هذه التقنيات والتوسع في استخداماتها، وعلى هذا الأساس، ووفقا لمؤشر الذكاء
الاصطناعي العالمي الذي نشرته مؤسسة (Tortoise Intelligence)، فقد ارتفع إجمالي الاستثمار
في تقنيات الذكاء الاصطناعي في العام 2021م إلى مستوى قياسي بلغ 77.5 مليار دولار
، مقارنة بـ36 مليار دولار عام 2020م.
الذكاء الاصطناعي له مستقبل واعد ومليء بالفرص والتحديات في عملية التعليم. فهو يتيح تحسين تجربة التعلم وتخصيصها لكل طالب، وتوفير محتوى تعليمي متطور وفعال، وتحليل التقدم وتقديم ردود فعل في الوقت الفعلي. ومع ذلك، تواجه التطبيقات الذكية بعض التحديات مثل مسائل الخصوصية والأخلاق وتوفير التدريب اللازم للمعلمين للاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا إذا أعجبك الموضوع..