القائمة الرئيسية

الصفحات

توفر مدونة تكنولوجيا المعلومات أحدث المعلومات المفيدة في عالم التكنولوجيا والصحة والتنمية البشرية ونشر الوعي في العالم العربي بشكل عام..

التربية السليمة، أسسها وأساليبها.

تحرِص جميع العائلات في مجتمعنا العربي على تربية أبنائهم تربية سليمة منذ الولادة، وهيَ وظيفةٌ عظيمة تقع على عاتق الآباءِ والأمّهاتِ معًا، ولقد حثنا ديننا الحنيف على ذلك، فتربية الأبناء ورعايتهم وتوعيتهم وتوجيههم في حياتهم ليكونوا أشخاصا أسوياء في المجتمع هو الدور الأسمى المناط بعهدة كل العائلات، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، بل أكثر من ذلك فإن حق الطفل على والديه يبدأ منذ اللحظة التي يختار فيها والده والدته وبالتالي فكما للطفل حقوق على والديه فأيضا عليه واجبات ومن بينها طاعة الوالدين، ولئن فقدت هذه الأخيرة عند بعض الأطفال اليوم حيث أصبحوا ربما أكثر عنفا تجاه أوليائهم إلا أنها انعكاس بالدرجة الأولى للتربية التي تربي عليها الطفل في وسطه العائلي، فالتربية السليمة التي ينشأ عليها الطفل عادة لا تنتج أطفالا فاقدين للأخلاق ولا يكونوا بأي حال من الأحوال عائقي أباءهم، لكن ربما ينتهج الآباء بعض السلوكيات التي لا يعطونها أهمية فتكون سببا في تمرد الأطفال وخروجهم عن سيطرة العائلة وعصيان نصائحهم. والتربية تتمثل في مجموعة التصرفات والسلوكيات التي ينتهجها الشخص البالغ أو يمارسها تجاه الطفل والهدف منها هو مساعدة ذلك الطفل على اكتساب سلوك قويم وشخصية متوازنة حتى يصبح شخصا ناجحا فاعلا في مجتمعه ولا تنحصرُ التربية بالطريقةِ التي يتعاملُ بها الأهل مع أطفالهم، مع العلم بأنّ صفات وتصرُّفات الأهلِ، تنعكسُ بشكلٍ كبيرٍ على شخصِيّاتِ أطفالهم، إلّا أنّه على الرغم من هذا، ينبغي على الآباءِ والأمّهاتِ إدراك التأثير الكبير الواقعِ على أطفالهم من قِبَلِ المُجتمَع، والأصدقاءِ، والعديد من العوامل الخارجيّة.

فما هي التربية السليمة؟ وماهي أسسها؟ وما هي أساليبها؟

اقرا ايضا

التربية السليمة، أسسها وأساليبها.
مدونة تكنولوجيا المعلومات


التربية السليمة

 التربية هي عملية تهدف إلى تنمية شخصية الطفل وإعداده للحياة بشكل ناجح. وهي عملية مستمرة تبدأ منذ الولادة وتستمر حتى سن البلوغ. وهي أيضا شيءٌ فِطريّ في الانسان يستطيع أن يقوم به ويمارسه متى أصبح أبا ولديه أطفل في حياته، وقد يحتاج في بعض الأوقات للنصح والتوجيه، لكن في الغالب يكون متهيأ لهذه المهمة وفي رصيده الكثير من الخبرات انطلاقا من التجارب التي عاشها في الحياة. فتربية الأب لأبنائه هي في الغالب صورة لما تربى عليه هو لأن تلك الذكريات والسلوكيات مخزنة في عقولنا وتتوارثها الأجيال جيل بعد جيل.

أسس التربية السليمة

تستند التربية السليمة إلى مجموعة من الأسس، وهذه الأسس منبثقة من خلال أن التربية السليمة هي العملية التي تهدف إلى مساعدة الطفل على النمو والتطور بشكل صحي وسليم، من خلال توفير الحب والرعاية والاحترام والتوجيه والحدود، وبالتالي فإن هذه الأسس هي:

الحب والرعاية

يُعد الحب والرعاية من أهم أسس التربية السليمة، فالطفل الذي يشعر بالحب والرعاية من والديه يكون أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على التعامل مع التحديات التي تواجهه في حياته.

وكمثال على ذلك، يمكن للآباء

  1. التعبير عن الحب والعاطفة: يجب على العائلة أن تعمل على توفير الحب للأطفال وذلك من خلال الكلمات والعناق والقبلات.
  2. قضاء بعض الوقت مع الطفل: من خلال اللعب والقراءة والتحدث، كأن تقوم الأم بقراءة قصة لطفلها قبل النوم ويلعب الأب معهم كرة القدم.
  3. الاستماع إلى الطفل: باهتمام ودون مقاطعة، كأن تستمع الأم لطفلها عندما يتحدث عن يومه في المدرسة ويشجعونه على التحدث عن يومه.
  4. دعم الطفل: في جميع مراحل نموه وتطوره، كأن يساعده أبوه في حل مشكلة صعبة فتقديم يد العون في هذه المرحلة يشعره بأنه ورائه عائلة تحبه وتعمل على نجاحه.

  5. توفير بيئة آمنة ومحبة: حيث يشعر الطفل بالقبول والتقدير.

من المهم أن يشعر الأطفال بالحب والرعاية من والديهم حتى يتمكنوا من النمو والتطور بشكل صحي وسليم. فالحب والرعاية يمنحون الأطفال الثقة بالنفس والشعور بالقيمة، ويساعدونهم على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.

إقرأ أيضا

الاحترام

 يجب احترام الطفل كفرد مستقل، والتعامل معه مع مراعاة مشاعره واحتياجاته.

وكمثال على الاحترام الذي يمكن أن يقدمه الآباء لأطفالهم:

  • الاعتراف بمشاعر الطفل واحترامها، حتى لو كانت مختلفة عن مشاعر الوالدين.
  • سماع وجهات نظر الطفل باهتمام ودون مقاطعة.
  • إعطاء الطفل خيارات في حدود معقولة.
  • عدم استخدام العنف الجسدي أو اللفظي مع الطفل.
  • الاعتراف بإنجازات الطفل وإشادتها مهما كانت بسيطة في نظرك.

فأن يعطي أب لطفله الخيار في اختيار الملابس التي سيرتديها، ولا يضربه أو يعنفه عندما يخطئ ويجب أن يثني عليه عندما يحصل على درجات جيدة في المدرسة. ومن المهم أن يشعر الأطفال بالاحترام من والديهم حتى يتمكنوا من النمو والتطور بشكل صحي وسليم. فالاحترام يمنح الأطفال الثقة بالنفس والشعور بالقيمة، ويساعدهم على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.

من المهم أيضا أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم في الاحترام، فعندما يحترم الآباء بعضهم البعض والآخرين، يتعلم الأطفال أن يحترموا الآخرين أيضًا.

 التوجيه

يحتاج الطفل إلى التوجيه والدعم من والديه في جميع مراحل نموه. فنظرا لنقص تجربته في الحياة فهو يحتاج لمن يوجهه ويعمل على إعادته للطريق المستقيم إذا ما حاد عنه.

وهذه بعض الأمثلة على التوجيه الذي يمكن أن يقدمه الآباء لأطفالهم:

  1. وضع حدود وقواعد للسلوكيات المقبولة وغير المقبولة، كأن يضع الأب لطفله الصغير قاعدة عدم التجول في الشارع دون مرافقة شخص بالغ.
  2. تقديم القدوة الحسنة في السلوك والأخلاق، كأن تكون الأم قدوة جيدة لطفلتها من خلال التحدث بلطف واحترام الآخرين.
  3. تعليم الطفل المهارات الحياتية اللازمة للنجاح، كأن يعلم الأب طفله كيفية ربط حذائه.
  4. مساعدة الطفل على حل المشكلات واتخاذ القرارات، كأن تساعد الأم طفلها في حل مشكلة في الرياضيات.
  5. تقديم الدعم والتوجيه عندما يواجه الطفل بعض التحديات في حياته، كأن يقدم الأب الدعم والتوجيه لطفله عندما يعاني من مشاكل في المدرسة.

فمن المهم أن يشعر الأطفال بالتوجيه من والديهم حتى يتمكنوا من النمو والتطور بشكل صحي وسليم. فالتوجيه يساعد الأطفال على تعلم السلوكيات المرغوبة واتخاذ القرارات السليمة.

وإليك بعض الأمثلة الأخرى على التوجيه الذي يمكن أن يقدمه الآباء لأطفالهم:

  • مساعدة الطفل على اختيار الأنشطة والاهتمامات المناسبة له.
  • تقديم الدعم للطفل في تحقيق أهدافه.
  • مساعدة الطفل على فهم العالم من حوله.
  • مساعدة الطفل على تطوير مهارات حل المشكلات.

من المهم أن يكون الآباء على دراية باحتياجات أطفالهم ويقدمون لهم التوجيه المناسب في الوقت المناسب.

أساليب التربية السليمة 

هناك العديد من أساليب التربية السليمة، منها:

  1. التربية الإيجابية: تركز هذه الطريقة على تعزيز السلوكيات الإيجابية بدلاً من التركيز على السلوكيات السلبية.
  2. التربية الوالدية الإيجابية: تركز هذه الطريقة على بناء علاقة إيجابية بين الوالدين والطفل.
  3. التربية الهادفة: تركز هذه الطريقة على تعليم الطفل المهارات والسلوكيات اللازمة للنجاح في الحياة.

نصائح للتربية السليمة

  • كن قدوة صالحة لطفلك: يتعلم الأطفال من خلال التقليد، لذا احرص على أن تكون قدوة صالحة لطفلك في السلوك والأخلاق.
  • اقضِ وقتًا كافيًا مع طفلك: يساعد الوقت الذي تقضيه مع طفلك في بناء علاقة قوية معه.
  • استمع لطفلك: احرص على الاستماع لطفلك بعناية عندما يتحدث إليك.
  • تواصل مع طفلك: احرص على التواصل مع طفلك بشكل مستمر، سواء كان ذلك من خلال الحديث أو اللعب أو الأنشطة الأخرى.

خاتمة

التربية السليمة هي عملية صعبة، ولكنها مهمة لبناء المجتمعات، فالعائلة هي النواة التي تتشكل منها المجتمعات، ومن خلال اتباع الأسس والأساليب الصحيحة، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على النمو والتطور بشكل صحي وسليم. وقد أوضحَت الدراسات أنّ الأطفال الذين يخضعونَ لنَمط تربية سليم، هم الأطفال الأكثر نجاحاً في علاقاتهم الاجتماعيّة، والأعلى تحصيلاً في المدرسة، والأكثر تقديراً لذواتهم، وعندما يكون الأهل أكثر قُرْباً منهم، فيدعمونهم، ويقضونَ معهم الأوقات التي يتشاركونَ فيها الأنشطة المُسَلِّية، ويستجيبونَ لاحتياجات أطفالهم بحدود مُعيَّنة، يكونونَ أكثرَ فاعليّة في تربيةِ طفلهم تربيةً سليمة، فيكبر أطفالهم، ويصبحون أفضل طوال حياتهم.

إقرأ أيضا

author-img
الأستاذ سامي رجايبي متحصل على الماجستير في تكنولوجيا التعليم الرقمي والإرشاد التعليمي من جامعة Hill Creast الأمريكية والأستاذية في الرياضيات من جامعة العلوم بنزرت ومتحصل على رخصة التدريب الدولي ..

تعليقات