مهارة إدارة الغضب

 كيف تزيد من ذكاء ابنك

الكثير من الآباء يقسوا على أبنائهم لكي يصبحوا أذكياء وفقا لفهمهم الخاص لمصطلح الذكاء وإلا فهم ليسوا أذكياء في نظرهم والسائد عندهم أن الطفل الذكي هو المتميز في مادة الرياضيات بما في ذلك من سرعة حلّ المسائل والعدّ والجمع والطرح والحساب الذهني السريع وغيرها من تقنيات المادة. ويعد علم الرياضيات من أوائل المواضيع التي يبدأ الانسان في تعلمها بعد تعلم النطق بالكلمات واستيعاب معانيها لما له من أهمية في حياتنا اليومية، فبدون تعلم العدّ والجمع والطرح كيف لنا أن نتعامل مع التاجر؟ كيف لنا أن ندفع وأن نعرف قيمة ما ندفع وقيمة ما نشتريه؟

الرياضيات مهّمة في حياتنا اليومية ومن يقول بأنها علم مجرد بعيدة عن الواقع فما عليه إلا أن يراجع ما يقول، فلولا الرياضيات لما كان هذا التقدم التكنولوجي الضّخم، ولولا الرياضيات لما استطاع الانسان بلوغ سطح القمر.

لقد أحدث هوارد جاردنر عالم النفس الامريكي ثورة في مفهوم الذكاء بعد ما قدم لنا نظريته التي تقطع مع المفهوم الكلاسيكي للذكاء، في كتابه " أطر العقل " وفيها يقرّ بأن الذكاء ثمانية أنواع ولا يوجد شخص ذكي وآخر غبي بل يوجد أشخاص أذكياء بنسب مختلفة، كما أن الذكاء يمكن تنميته.  

فلا تقسوا على ابنائكم، بل ساعدوهم على تنمية ذكائهم.

كيف تزيد من ذكاء ابنك

ترغب جميع العائلات بأن يتّسم أبناؤها بالذكاء المتميز ويتمتعون بالقدرات العقلية الجيّدة، وعلى الرغم من أن الذكاء له جانب وراثي وهذا ما أكده العديد من العلماء والباحثين والمهتمين بالذكاء لدى الإنسان بشكل عام إلا أن زيادته لدى الطفل وتنميته أصبحت فرضية ممكنة وتعتمد بشكل أساسي على اهتمام الأسرة وعنايتها وإحاطة الطفل بالبيئة المناسبة لتتحقق هذه الغاية كما أن العمل على تنمية هذه القدرات العقلية لدى الطفل يتطلب جهدا متواصلا والتحلي بالصبر وعدم التسرع في الحكم على الأشياء لأن الأطفال لا يولدون صفحة بيضاء كما كنا نعتقد بل يولدون على الغريزة والفطرة الربانية وبعدها يتم تعبئة الصفحة من خلال الخبرات المكتسبة والتي تتكون من المواقف التي يتعرض لها الطفل ويتأثر بها وبالبيئة المحيطة به، والأطفال هم هبة من الله تعالى ومسؤولية كبيرة على عاتق الأبوين في مرحلة أولى وعلى المجتمع في مرحلة ثانية حتى تتحقق التربية الصالحة والتنشئة السوية. هناك العديد من الأعمال التي يمكن فعلها من طرف الآباء لأطفالهم والتي يمكن من خلالها زيادة سرعة استجابة الطفل واستيعابه للمعلومات وزيادة قدرته على الإبداع لأن عبقرية ابنك تبدأ من البيت، ومن أهمها هذه الأشياء التي يمكن فعلها وأسهلها هي:

القصص والحكايات

 تعتبر قراءة القصص والحكايات للأطفال قبل النوم من بين أهم المحفزات الدماغية فالقصص العلمية وقصص الأبطال إلى جانب أنها تنمي شخصية الطفل فقد ثبت أيضا أنها تساعد على تنمية الحس الخيالي لدي الأطفال وتزيد من قدراتهم على الإبداع وامتلاكهم لمخيلة خصبة قادرة على رسم المشاهد في الخيال وتصورها بالإضافة إلى تحسين الجانب اللغوي لديهم.

الاهتمام بغذاء الطفل

الغذاء الجيد يعمل على تغذية الدماغ لذلك من الضروري الاهتمام بغذاء الطفل منذ أن يكون جنينا في بطن أمه حتى يتم بناء جسمه على أساس صحّي ويكون مليء بالمعادن والمواد المغذية والضرورية لبناء خلايا الجسم ونموها وعلى الأم أن تعتمد في غذائها على جميع العناصر الغذائية المفيدة للجسم مثل تناول الخضروات والأسماك والفواكه وأن يكون غذائها كامل اليوم متنوع وصحي لأن كل ما تتناوله يعود بالنفع على الجنين، أما الأطفال بداية من ثلاثة سنوات فعليهم شرب كوب من الحليب كل يوم وأكل البيض وتناول الأسماك مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع وكذلك الجبن وزيت الزيتون والحرص على نظافة أجسامهم. مع العلم أن إهمال الطفل من طرف الأبوين والعائلة بصفة عامة يؤدي حتما إلى انخفاض معدل ذكائه حتى لو كان ذكيا بالوراثة وقد أثبتت العديد من التجارب أن البيئة التي يكبر فيها الطفل لها دور كبير و تأثير قوي على ذكائه.

اللّعب

اللعب هو بمثابة الاكسجين للطفل، كما أن جميع الأطفال يتشاركون في حبهم للعب في جميع الأوقات فلا تحرم ابنك من اللعب، والكثير من الأطفال يقومون بتكسير وتهشيم ألعابهم التي كانوا متلهفين لشرائها في وقت ما وهذا التصرف لا يعكس أي سلوك عدواني أو أناني للطفل وإنما هو نتيجة لحب الاستكشاف ومعرفة المزيد عن كيفية عمل هذه اللعبة وعادة تظهر هذه السلوكيات عندما يمل الطفل من اللعب بتلك اللعبة وما على الأم إلا أن تقوم بإخفائها وتغييرها بأخرى حتى يحافظ الطفل على لهفته لتلك اللعبة، التعامل مع الأطفال بذكاء واجب وضروري لأن الطفل في تلك المرحلة يستطيع تخزين قدر كبير من المعلومات التي يفهمها أو التي ربما لا يفهمها في سنه، كما يجب أن يحرص الآباء على تقديم الألعاب المناسبة لعمر الطفل فالألعاب صممت لتكون أداة لتنمية ذكائه فاللّعب الموجهة لطفل الثلاثة سنوات لا تعطى للطفل ذي الخمسة سنوات لأنه تعرف و اكتشف الحيلة التي صممت من أجلها اللعبة وسيبدأ حتما في تكسيرها لاكتشاف حيل أخرى، إلى جانب الألعاب التقليدية يوجد ألعاب صممت بطريقة علمية لتنمية ذكاء الطفل ولتزيد من قدراته الذهنية على التفكير الاستراتيجي والتحليل واتخاذ القرار مع مراعاة عمر الطفل.

تطوير مهارات الطفل

يعدّ تعلم أشياء جديدة كالرسم والموسيقى وكتابة القصص القصيرة من بين المهارات التي تنمى وتحفز الدماغ، وقد أكدت الأبحاث الأخيرة بأن الذكاء ليس له علاقة بكبر حجم الدماغ بل له علاقة بالروابط التي ينشئها والذكي من كانت له روابط عقلية أكثر وإنشاء هذه الروابط لا يكون إلا بتعلم أشياء جديدة كتعلم لغة جديدة مثلا، حيث تعمل على تحفيز الدماغ أكثر وتزيد من سرعة التفكير وسرعة ردة الفعل في المواقف المختلفة وتقي من الاصابة بمرض الزهايمر عند الكبر، كما يتميز الأطفال برغبتهم المستمرة لتعلم أشياء جديدة واكتشاف كل ما يحيط بهم من الأشياء الجامدة أو المتحركة و يتجلى ذلك من خلال كثرة التساؤل حتى وإن كانت في بعض الأحيان أسئلة مملة ومقلقة للكبار فهم مطالبون دائما بالجواب والتفسير المقنع وعدم التجاهل والسخرية لأن ذلك له انعكاس كبير على شخصية الطفل وأيضا من خلال قدرتهم على التعلم بسرعة.

ازرع في طفلك الثقة بالنفس

الشخصية القوية هي مفتاح النجاح، بل هي الباب الذي تستطيع الدخول منه لتطل على عالم التفوق والإبداع، فمن منّا لا يريد أن يمتلك الشخصية القوية والثقة بالنفس العالية، وقد أكد مجموعة من خبراء علم النفس أن الحصول على الشخصية القوية والثقة بالنفس يبدأ منذ الطفولة المبكرة فتربيتنا للطفل منذ نعومة أظافره هي من تجعل منه صاحب شخصية قوية أو العكس فالتربية الرشيدة والقويمة تجعل الطفل متوازنا في الحياة أما التربية على الخوف والتسلط والمعاملة القاسية فهي تفقد الطفل ثقته بنفسه وتجعله غير متوازن في الحياة وفي معاملته للآخرين.