اعرف نفسك
قال أحد الفلاسفة ذات يوم " إعرف
نفسك " كبداية نحو الوعي الحقيقي بالذات الإنسانية داخل هذا العالم
الكبير والزخم الوفير من المعرفة، فقبل أن تعرف القليل عن هذا العالم الواسع، عليك
أولا أن تعرف الكثير عن نفسك. وقد يبدو هذا الطلب غريبا نوعا ما ولكن تعلمت جيّدا
من قصص الناجحين أن طريق النجاح لابد أن يبدأ من هنا، من معرفة قدراتك ومواهبك
والإمكانات المتاحة لك لتنجح وتتميز وتستمر في مجال الدراسة أو في غيرها من مجالات
الحياة. النجاح أمر متاح للجميع بل هو سمة مشتركة بين جميع البشر، فلا أحد يريد أن
يفشل مهما كان ومهما يكن المجال الذي يجتهد فيه. وبالتالي فقد أصبح النجاح مطلبا
رئيسيا في حياة البشر. كما لا نختلف اليوم حول حقيقة أننا نعيش في عصر التطور
السريع، فما تم التوصل إليه من بحوث علمية وتكنولوجية متقدمة، جعل المعلومات تتنقل
بسهولة وتصل إلى كافة أقطار العالم في ثوان معدودات، فلم تعد المسافات البعيدة عائقا
للتواصل بين الناس من مختلف القارات ومن مختلف الجنسيات، بل أصبح مطمح العلم إمكانية
تواصل الإنسان مع كائنات ذكية أخرى من كواكب أو مجرات تبعد عنا مئات أو ربما آلاف
السنين الضوئية، طبعا إن وجدت هذه الكائنات. كما انكب مجموعة من الباحثين والعلماء
في دراسة فرضية تبدو غريبة نوعا ما، وهي إمكانية الانتقال من العيش من على الأرض
إلى كوكب آخر، إذا أصبحت الأرض مثلا غير قابلة أن يعيش فوقها البشر، وإمكانية
توفرها على كوكب المريخ مثلا، وذلك للحفاظ على الجنس البشري واستمراره، وقد فرض كل
هذا التطور وتطلب من الإنسان تغييرا على مستوى التفكير والحياة بشكل عام فلكي تتم
مواكبة هذا التقدم السريع لابد من مسايرته على نفس
وتيرته حتى لا تتسع الهوة أكثر. وقد قسم أحد المفكرين ذات يوم الناس في الحياة إلى
ثلاثة أقسام، فقال بأن هناك قسم أول من البشر هم من يصنعون الحدث وهم الناجحون في الحياة،
لأنهم دائما يبحثون عن الحلول ويفكرون ويبحثون عن الإبداع ودائما منشغلون ببحوثهم
المهمة، ويلهثون وراء الاكتشافات الجديدة والمفيدة للإنسانية جمعاء، ولا يهدأ لهم
بال حتى يحققوا أكبر قدر ممكن من النجاح في الحياة. لأنهم كلما حققوا نجاحا انشغلوا
بآخر أكبر منه، وقسم ثان ينظر إلى الحدث ويستغرب في كيفية وقوعه، وقسم ثالث يكتفي
بمشاهدة ذلك الحدث ويبتسم، وهم السلبيون في الحياة، والإنسان الايجابي كما يراه
ستيفن كوفي في كتابه الشهير " العادات السبع للإنسان الأكثر فاعلية
" هو الإنسان القادر على الإنتاج مهما كانت الظروف ومهما كانت العراقيل، بل
ويجب أن يستمر في الإنتاج مادام على قيد الحياة، وهذا هو التغيير المنشود، فلننجح علينا
أن نتعلم كيف نطور قدراتنا وإمكاناتنا ومهاراتنا والمحافظة على وجودنا في الطليعة
المنتجة والمبدعة. وعليه فإننا بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى تنمية الذات
البشرية وإتقان العمل والتطلع نحو عالم أفضل، ولن يتحقق كل ذلك إلا متى كان لنا
وعي كامل بحقيقة قدراتنا ومهاراتنا حتى يتسنى لنا أن نعدل من بوصلتنا ما يلزم
تعديله وننطلق نحو أفق رحب بخطى ثابتة تستحق النجاح.
اكتشاف الذّات يعدّ مرحلة مهمة في حياة الإنسان
لأنّها تجعله مدركا تمام الإدراك بقدراته وإمكاناته والفرص المتاحة له والتحديات
التي ستواجهه، وعندها يكون اختياره بطريقة سليمة، وفرص النجاح ستكون أمامه وفيرة
وعلى قدر ما هو قادر عليه بمعنى آخر في مجال إمكاناته، وهي عادة يشترك فيها جميع
الناجحين في الحياة، وبالبحث في سير الكثير من الشخصيات الناجحة القديمة منها أو
المعاصرة عبر التاريخ، كانت البداية بالنسبة لهم هي وقفة تأمل في ما يملكون من
قدرات وإمكانات وفي ما ينتظرهم من عراقيل وتحديّات ومن ثمّة يقررون ويبدؤون في
البحث عن الحلول لتجاوز كل ما سيعترضهم من مشاكل وتحديات.
يؤكد الباحثون والخبراء في مجال تنمية الذّات
أنّ الإنسان زوّد بطاقة كبيرة ومواهب شتّى، وكل ما عليه هو اكتشافها واستخدامها في
الاتجاه الايجابي ليستفيد ويفيد الآخرين من هذه الطاقة الخارقة الموجودة بداخله،
وقد قال أحد المفكرين اليابانيين ذات يوم، محفزا أبناء بلده على مزيد الجدّ
والتفاني في العمل، بعد الحرب التّي دمّرت كل شيء إلا العقل، قائلا " كل بلدان
العالم تمتلك ثروات باطنية تحت أرجلها تتضاءل كلما أخذوا منها أما نحن فنمتلك
ثروات فوق أرجلنا تتزايد كلما أخذنا منها" والإشارة واضحة تمام الوضوح
إلى العقل وقدراته الكبيرة، ومزيد من العمل على إعمال التفكير والخروج بأفكار إبداعية،
لخلق مزيد من الثروة التي بها تُبنى الحضارات، هكذا استطاع اليابان أن يصبح اليوم
من بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم بعد أن كان مهزوما محطّما، كل ذلك كان
بفضل تغيير العقول نحو البناء والتطور فآمن بقدراته فأنجز ما يريده، ولم ينطو على
نفسه أو يندب حظه، من هول ما خلفته الحرب العالمية من دمار شامل، بل عزم على التغيير
فاستجاب النجّاح.
وأول خطوة في طريق النجاح هي أن تكتسب إرادة
التغيير، بمعني أن تكون لك إرادة قوية وجادة في التغيير والبداية تكون بتغيير
الفكر، أو طريقة التفكير، فالعقول قادرة على تخزين 2 مليون معلومة في الثانية
وعينك قادرة على تمييز ألاف الألوان في نفس الوقت وقلبك يدق 100 ألف مرة في اليوم
وكل شيء فيك يتغير بإذن الله إلا أفكارك فهي ملك لك وأنت المسئول عنها وعن
تغييرها، فأيقظ قواك الكامنة بداخلك، وانفض عنها الغبار واستخدمها أحسن استخدام،
لأن هناك مثل يقول بأن قوة الإنسان لو وصلت بالكهرباء لأضاءت بلدا لمدة أسبوع.
تعتبر نورما رادولف أسطورة القرن العشرين فقد تكلم عنها الجميع ونشرت العديد من المقالات عنها في الصحف والمجلات وتصدر اسمها عناوين أكبر وأشهر الصحف والمجلات في جميع أنحاء العالم واستضافتها العديد من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة كما أن شركة أمريكان إكسبريس عملت على الاستفادة من خدماتها الاشهارية، فمن تكون هذه المرأة ؟ هي ببساطة امرأة مشلولة تحدت إعاقتها وأصبحت أسرع امرأة في العالم نعم لقد أصبحت أسرع امرأة في العالم ولما سئلت ذات مرة عن السّر الذي يكمن وراء نجاحها قالت: رأيت نفسي أنجح في أحلامي مرارا وتكرار فآمنت بذلك ووثقت بقدراتي وآمنت بها واجتهدت في تحقيقها فكان لي ما أردت.
أتمنى في أخر هده المقالة أن تكون قد حققت الافادة المرجوة، و أكون سعيد جدا بتفاعلاتكم واستفساراتكم واسئلتكم..
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا إذا أعجبك الموضوع..