ماذا تعرف عن الذاكرة؟
الذاكرة هي القدرة على
تخزين واسترجاع المعلومات والتجارب التي تعرضنا لها سابقا في الحياة، إنها وظيفة
عقلية تسمح لنا بالاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها للاستخدام في وقت لاحق أو في أي
وقت نطلبها وتعتبر الذاكرة أساسية لعملية التعلم والتكيف مع البيئة المحيطة بنا.
أقسامها:
الذاكرة الحسية: تتعلق بالمعلومات التي نتلقاها من خلال حواسنا (مثل البصر والسمع واللمس
والشم والتذوق)، وتعمل الذاكرة الحسية على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة جدًا،
وتسمح لنا بتجهيز المعلومات الواردة بسرعة وتمييزها.
الذاكرة العاملة: تعمل الذاكرة العاملة على الاحتفاظ بالمعلومات المتوفرة في الوقت الحالي
والعمل بها إنها تشمل العمليات العقلية مثل الانتباه والتركيز والتخطيط واتخاذ
القرارات، وتعتبر الذاكرة العاملة ذاكرة عابرة ومؤقتة.
الذاكرة القصيرة الأجل: تسمح لنا بتخزين المعلومات لفترة زمنية قصيرة تتراوح من بضع ثوانٍ إلى
دقائق معدودة وتستخدم الذاكرة القصيرة الأجل للقيام بمهام مثل حفظ رقم الهاتف
لفترة قصيرة قبل الاستدلال عليه.
الذاكرة الطويلة الأجل: تتعلق بتخزين المعلومات والتجارب لفترة طويلة واستدعائها في وقت لاحق.
وتتضمن الذاكرة الطويلة الأجل ذكريات الماضي والمعرفة والمهارات والتجارب الشخصية
في لحياة. باختصار فهي تشكل جزءًا كبيرًا من هويتنا وتأثيراتنا الحالية.
ويعتبر هذا تقسيمًا
عامًا لأنواع الذاكرة، ومن المهم ملاحظة أن هذه الأنواع ليست منفصلة بشكل تام، بل
تتفاعل وتترابط مع بعضها البعض في عملية التذكر والاسترجاع.
لماذا توجد أشياء نتذكرها بسهولة
وأخرى لا نتذكرها؟
هناك عدة عوامل تؤثر في قدرتنا على تذكر بعض الأشياء
بسهولة بينما يكون النسيان حاضرًا فيما يتعلق بأشياء أخرى، ومن بين هذه الأسباب
المحتملة نذكر:
الاهتمام والتركيز: قد يكون
الاهتمام والتركيز هما عاملان رئيسيان في القدرة على التذكر، فعندما نكون منغمسين
بشكل كامل في موضوع معين ونركز عليه جيدًا، فإن فرصة تذكر تفاصيل هذا الموضوع تكون
أعلى وتفاصيله تكون حاضرة بقوة، في المقابل، عندما لا يكون لدينا اهتمام كبير أو
عدم التركيز على شيء معين، فقد نجد صعوبة في تذكر التفاصيل المتعلقة به.
الحواس والتأثير العاطفي: عادةً ما
يكون للأحداث أو الأشياء التي تثير لدينا مشاعر قوية أو تأثير عاطفي أعلى احتمالية
للتذكر. على سبيل المثال، قد يكون لدينا ذكريات ملحمية لأحداث سعيدة أو حزينة
ترتبط بمشاعر قوية تمر بها.
الروتين والتكرار: عندما يكون
هناك تكرار للأشياء التي نقوم بها أو نتعرض إليها في حياتنا، فقد يسهل علينا
تذكرها وقد نقوم بإنجازها في بعض الأحيان تلقائيا. على سبيل المثال، إذا قمنا
بأداء نشاطٍ معينٍ بانتظام أو تكرر مشهد معين في حياتنا بشكل مستمر، فمن المحتمل
أن نتذكر تفاصيله بسهولة أكبر.
الأهمية والفائدة: قد يكون
لدينا توجهًا طبيعيًا لتذكر الأشياء التي تعتبر مهمة بالنسبة لنا أو التي تحمل
فائدة عملية. على سبيل المثال، قد يكون لدينا سهولة في تذكر أسماء الأشخاص الذين
نعرفهم جيدًا والتفاصيل الهامة المتعلقة بهم، بينما قد نجد صعوبة في تذكر أسماء
الأشخاص الذين لا نتعامل معهم بشكل متكرر أو لديهم أهمية محدودة بالنسبة لنا.
تقنيات التعلم والاسترجاع: استخدام
تقنيات التعلم والاسترجاع المناسبة يمكن أن يساعد على تعزيز قدرتنا على التذكر.
مثل ممارسة التكرار والمراجعة المنتظمة، واستخدام تقنيات التجسيد الذهني أو إنشاء
روابط وصلات بين المعلومات المراد تذكرها ومعلومات أخرى مألوفة.
قد تكون هناك عوامل أخرى متعلقة بالتجربة الفردية لكل
شخص، وقد تكون الأسباب المحتملة المذكورة سابقًا مجرد عوامل عامة. تذكر أن القدرة
على التذكر تختلف من شخص لآخر وتعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل المختلفة.
ما هي أحسن الاستراتيجيات للتذكر الجيد؟
هناك العديد
من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتعزيز القدرة على التذكر الجيد، وهذه بعض
الاستراتيجيات المفيدة:
المراجعة المنتظمة: عليك القيام بمراجعة المعلومات التي ترغب
في تذكرها بانتظام، حيث يمكنك تقسيم المعلومات إلى جزئيات صغيرة ومراجعة كل جزء
على حده وقد تستخدم جدولًا أو مخططًا زمنيًا للمساعدة في تنظيم مراجعاتك.
توظيف التجسيد الذهني: حاول تصور المعلومات التي ترغب في تذكرها
بشكل ملموس وقابل للتخيل حتى ترتبط بصورة. وقد تتخيل مشهدًا حيويًا أو تجسيد
الأفكار في صورة ملونة وحية. هذا التفاعل الحسي يمكن أن يساعد في تعزيز تذكر
المعلومات بشكل جيّد.
استخدام روابط وصلات: حاول ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات
الموجودة بالفعل في ذاكرتك. قد تستخدم الرموز أو الرسوم التوضيحية أو القصص لإنشاء
روابط بين المعلومات وتسهيل عملية الاستدعاء.
ممارسة الاسترخاء والتركيز: قبل مواجهة مهمة تتطلب تذكر الأشياء، حاول
الاسترخاء وتهدئة العقل. يمكنك ممارسة تقنيات التأمل أو التنفس العميق لتحقيق حالة
من الانتباه والتركيز الأفضل.
تقوية الذاكرة بالتمارين العقلية: يمكنك ممارسة التمارين العقلية التي تستهدف
تقوية الذاكرة. مثل حل الألغاز أو الألعاب العقلية، أو حفظ القوائم أو الأرقام، أو
حل الألعاب المنطقية.
النوم الجيد: أن تأخذ قسطا من النوم الجيد له دور هام في
تعزيز القدرة على التذكر، فقبل ممارسة التمارين التي تتطلب استرجاع طويل للمعلومات
خذ قسط كافٍ من النوم المريح والمنتظم للمساعدة في تجديد الذاكرة وتعزيز عملية
التعلم.
الممارسة والتكرار: قم بممارسة استراتيجيات التذكر واستخدمها
بانتظام، كلما قمت بتطبيق الاستراتيجيات المذكورة بشكل منتظم، كلما تحسنت قدرتك
على التذكر.
يمكنك تجربة
هذه الاستراتيجيات ومعرفة أيها يعمل بشكل أفضل بالنسبة لك، وعليك أن تتذكر أن
الاستراتيجيات قد تختلف من شخص لآخر، لذا قد تحتاج إلى تجربة مختلف الأساليب
لتحديد ما يناسبك منها.
الغذاء والذاكرة؟
هناك عدة
أنواع من الأطعمة التي يُعتقد أنها تساهم في تعزيز الصحة العامة للدماغ والذاكرة، وفي
ما يلي نذكر بعض الأطعمة التي يُعتقد أنها مفيدة لصحة الذاكرة:
الأسماك الدهنية: مثل السلمون والتونة والسردين، فهي غنية
بأحماض أوميغا-3 الدهنية التي تعتبر مهمة لصحة الدماغ وتعزيز الذاكرة.
الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: مثل الفواكه العنبية الداكنة (التوت والعنب
الأسود) والخضروات الورقية الداكنة (السبانخ والكرنب) والشوكولاتة الداكنة لأنها تحتوي
على مضادات الأكسدة التي تحمي الدماغ من الأضرار الناتجة عن التأكسد.
البذور والمكسرات: مثل الجوز واللوز والبذور الكاملة (بذور
القرع وبذور الكتان ) وتحتوي هذه الأطعمة على الدهون الصحية والفيتامينات والمعادن
التي تدعم الصحة العامة للدماغ والذاكرة.
الفواكه والخضروات الطازجة: مثل الأفوكادو والبنجر والبروكلي والأفوكادو،
والفراولة والبرتقال والتفاح، جميع هذه الأطعمة تحتوي على فيتامينات ومعادن
ومضادات الأكسدة التي بدورها تعزز الصحة العامة للدماغ.
الزيوت الصحية: مثل زيت الزيتون البكر البارد وزيت جوز
الهند، وتحتوي هذه الزيوت على أحماض دهنية مفيدة تدعم الصحة العقلية وتحسن عملية
التذكر.
بالإضافة إلى
تناول الأطعمة المذكورة أعلاه، ينصح أيضًا بالحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي
بشكل عام، وشرب كمية كافية من الماء، وممارسة النشاط البدني المنتظم، والحصول على
قسط كافٍ من النوم لدعم الصحة العقلية وتعزيز الذاكرة.
خاتمة
وفي الختام،
الذاكرة هي قدرة قوية لدينا تسمح لنا بتخزين واسترجاع المعلومات والتجارب السابقة
في حياتنا، وهناك عدة استراتيجيات يمكنها مساعدتنا لتعزيز الذاكرة، مثل المراجعة
المنتظمة، التجسيد الذهني، استخدام الروابط والصلات، التركيز والاسترخاء، وممارسة
التمارين العقلية.
لكن من
الأهمية بالغة الحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي بشكل عام، وممارسة النشاط
البدني، والحصول على قسط كافٍ من النوم لدعم الصحة العقلية وتعزيز الذاكرة.
ودون أن ننسى
أننا كبشر نختلف في الكثير من الأشياء كالقدرات مثلا، فقدراتنا تختلف من شخص لآخر
ويمكن أن تختلف الاستراتيجيات التي تحدثنا عنها أيضا من شخص لآخر، فما يعمل بشكل
أفضل مع شخص قد لا يعمل مع آخر، لذا قد تحتاج إلى تجربة مختلف الاستراتيجيات
والأطعمة لتحديد ما يناسبك ويعمل بشكل أفضل في تعزيز قدراتك التذكرية.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا إذا أعجبك الموضوع..